المشاركات

أفكار ميثاقية لاي ثورة عربية ديمقراطية

صورة
عزمي بشارة      مصادر للقلق وعدم اليقين توجب أفكارا ميثاقية: تلح ضرورة توفر أفكار ومبادئ ميثاقية لأي ديمقراطية عربية قادمة يقوم على أساسها عهد  بالالتزام بقيم الثورة بين قوى الثورة وجمهورها و بين القوى السياسية المتنافسة المؤهلة للحكم. وليس المقصود هو مبادئ دستورية أو فوق دستورية، بل ترويج أفكار ومبادئ وقيم تستند إليها عملية صياغة  مبادىء الدولة الديمقراطية العربية. بعضها يصلح أن يكون في الدستور، وبعضها قيم ثاوية في أساسه، وأخرى لا يمكن أن يشملها دستور، ولكنها توجه السياسات إذا ما تحولت الى شبه مسلمات يمكن أن تكنى بـ "قيم الثورات العربية الديمقراطية ومقاصدها".  ونحن نستخدم هذه العبارة مع درايتنا بالنقاش الدائر بعد كل ثورة حول تغير مصادر الشرعية. ما هو المصدر الجديد للشرعية؟ هل هي مبادئ فوق دستورية، أم هي إراة الأغلبية؟  فالمبادئ فوق الدستورية تحتاج لمن يضعها، وإرادة الأغلبية تصلح لتغيير الحكومات مرة كل بضعة أعوام وليس لوضع الدستور. فلا يجوز تغيير الدستور بشكل متواتر، وذلك ليس فقط لأن الأغلبية متقلبة، بل أيضا لأنه يجب أن يستند إلى م...

لفيديو كليب والجسد والعولمة

د. عبد الوهاب المسير ي الفيديو كليب هو فيلم سينمائ ي قصير يحتوى على أغنية، ورقص، وش ئ يشبه التمثيلية. كنا نستمع ف ي الماض ي للأغنية فنتأمل ف ي كلماتها ولحنها وصوت المغنى أو المغنية ثم نحكم عليها. وكانت معظم الأغنيات تتحدث عن الحب بين الرجل والمرأة (وبالعكس) . ومع هذا كان هناك أنواع أخرى من الأغان ي : فكان هناك أغنية أو اثنان تتحدث عن الأم، أو عن علاقة الأم بابنتها، أو عن الطبيعة؛ أى عن علاقات إنسانية خارج إطار موضوع الحب بين الرجل والمرأة، كما كان هناك أغان بالفصحى لبعض كبار الشعراء مثل شوق ي ، والأخطل الصغير،

الحجاب بين الدين والمجتمع

صورة
د.عبد الوهاب المسيرى لابد أن أبدأ هذا المقال بتأكيد أهمية الحوار بين أبناء الوطن الواحد وإلا سقطنا كلنا فى صراع يستنزف قوانا. ومن هنا الإصرار على التغيير والإصلاح الدستورى وإطلاق حرية تأسيس الأحزاب وإلغاء الأحكام العرفية حتى يمكن لكل ألوان الطيف السياسى أن تعبر عن الإرادة الشعبية دون خوف من البطش الأمنى ومن خلال حوار ديموقراطى سلمى. ولكن هذه الحرية، شأنها شأن أى شكل آخر من أشكال الحرية، ليست مطلقة، إذ أن أى تيار أو تنظيم سياسى يريد أن يشارك فى العملية السياسية الديموقراطية عليه أن يلتزم بقواعدا اللعبة، وبتداول السلطة، ولا يحاول أن يجلس على العرش مدى الحياة وكأنه امبراطور الصين العظيم. ولذا من الضرورى أن تُسن القوانين وتوضع الضوابط والآليات التى تضمن التزام الجميع بهذه القواعد. كما أود أن أؤكد احترامى للسيد الوزير فاروق حسنى، فأنا معجب به عن بعد، فلم ألتق به سوى بضعة لقاءات قليلة قصيرة عابرة فى مناسبات رسمية. فأنا أعرف الجهود التى تبذلها وزارته فى عملية ترميم الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية وبناء المتاحف وحماية الآثار الفرعونية من السرقة.

المحافظون الجدد والعربدة العسكرية الأمريكية

يقلم : الدكتور عبد الوهاب المسيري يمكن القول إن العربدة العسكرية الأمريكية في العالم تعود إلى تصور المحافظين الجدد أن القطبية الثنائية التي كانت من سمات النظام العالمي القديم قد تساقطت، وأن النظام العالمي الجديد أحادي القطب. ولكن بسبب إنكارهم التاريخ (فهم من المؤمنين بنهايته) لم يدركوا أن هذه الأحادية لا يمكن أن تستمر. فأوروبا في حالة خوف من هذا القطب الواحد وربما يحدث تكتل فرنسي -ألماني- روسي، ومن المحتمل أن تنضم إليه الصين، وهي قوة عظمى آخذة في النمو وكذلك دول آسيا. ولعل وعسى بعض الدول العربية تفيق وتدرك أنها يجب أن تتكتل فيما بينها لتواجه التكتلات الاقتصادية والسياسية الكبرى في عالم اليوم، وإن كنت متشائما بخصوص صحوة النخب العربية الحاكمة. عموما أعتقد أن هذه القطبية الأحادية لن تستمر طويلا تؤيدني في ذلك تلك المعارضة المتزايدة للولايات المتحدة على مستوى الرأي العام العالمي. كما أنني أعتقد أن الرؤية الاختزالية التي هيمنت على النخبة الحاكمة في الولايات المتحدة لن تعمر طويلا، ورغم أنني لا أستطيع تحديد مدى زمني متوقع لهذه التحولات، إلا أننا علينا ملاحظة أن الدورات التاريخية في الآونة ...

أبو العتاهية، قصائد الزهد والحكمة، الرفق

صورة

الإنسان والشيء

د.عبد الوهاب المسيري نحن نعيش في عالم يحولنا إلى أشياء مادية ومساحات لا تتجاوز عالم الحواس الخمسة، إذ تهيمن عليه رؤية مادية للكون. و لنضرب مثلاً بالتي شيرت T-Shirt الذي يرتديه أي طفل أو رجل. إن الرداء الذي كان يُوظَّف في الماضـي لسـتر عورة الإنسـان ولوقايته من الحر والبرد، وربما للتعبير عن الهوية، قد وُظِّف في حالة التي شيرت بحيث أصبح الإنسان مساحة لا خصوصية لها غير متجاوزة لعالم الحواس والطبيعة/ المادة، ثم تُوظف هذه المساحة في خدمة شركة الكوكاكولا (على سبيل المثال) وهي عملية توظيف تُفقد المرء هويته وتحيّده بحيث يصبح منتجاً وبائعاً ومستهلكاً، أي أن التي شيرت أصبح آلية كامنة من آليات تحويل الإنسان إلى شيء.