دبلوماسية المغرب تستدرك أخطاء الماضي في أمريكا الجنوبية
بعد مرور يومين فقط على افتتاح سفارة مغربية في بنما، أعلن وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، الذي يتواجد حاليا في زيارة رسمية إلى دولة الباراغواي، يوم أمس الأربعاء 13 يناير 2016، أن المغرب يعتزم فتح سفارة له في “أسونسيون” خلال الفصل الأول من سنة 2016، ما يترجم توجها جديدا للدبلوماسية المغربية يتمثل في الانفتاح على دول أمريكا الجنوبية بعد سنوات من “شبه القطيعة ”.
وحل صلاح الدين مزوار في بنما بتاريخ 10 يناير 2016، بهدف تعزيز العلاقات المغربية-البنمية، خاصة أن جمهورية بنما استأنفت علاقاتها مع جبهة “البوليساريو” بعد مرور نحو سنتين على تشنجها، قبل أن يغادرها رئيس الدبلوماسية المغربية في اتجاه الباراغواي، محملا باتفاقيات ثنائية عدة جرى توقيعها مع بنما في مجالات مختلفة.
توجه جديد للدبلوماسية المغربية
في هذا الصدد، أوضح أستاذ العلاقات الدولية سعيد الصديقي، في حديثه إلى جريدة “كشك” الإلكترونية، أن منطقة أمريكا الجنوبية “ظلت لعقود من الزمن مرتعا خصبا لمناصري الأطروحة الانفصالية، كما أن الحضور الدبلوماسي المغربي بدولها كان ضعيفا جدا”، مشيرا إلى أن “المغرب أصبح خلال السنوات الأخيرة يعي أهمية هذه المنطقة التي نلاحظ أن عددا مهما من دولها تعترف بما يسمى (الجمهورية العربية الصحراوية)”.
وأضاف الصديقي أن الوضع المشار إليه سلفا “اضطر المغرب إلى إعادة النظر في توجهه الدبلوماسي، فأضحى يكثف من نشاطه الدبلوماسي في منطقة أمريكا الجنوبية إما عن طريق إيفاد المزيد من البعثات الدبلوماسية إلى هذه الدول، إبرام اتفاقيات معها أو تشجيع الدبلوماسية الموازية نحوها من خلال تحفيز الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني لربط علاقاتهم مع أمريكا الجنوبية”، مشددا على أن المغرب، بالإضافة إلى القوة التي يتمتع بها على مستوى المحيط الإقليمي، وُجب عليه أن لا يترك فراغا في المناطق البعيدة مثل أمريكا اللاتينية حتى لا تستغلها جبهة البوليساريو”.
البولسياريو وأمريكا الجنوبية
في تعليقه على علاقات المد والجزر بين جمهورية بنما وجبهة “البوليساريو” الوهمية، قال أستاذ العلاقات الدولية إن “دول أمريكا الجنوبية تشهد تقلبات دبلوماسية سريعة، وبالتالي لا يمكن اعتبار هذه التقلبات بمثابة مؤشر على حسن العلاقات أو ضعفها بين الطرفين”.
وأضاف الصديقي أن دول أمريكا الجنوبية معروفة بالتقلب السريع في دبلوماسيتها عكس الدول الأوروبية أو الآسيوية التي يطبع الثبات توجهها الدبلوماسي، ولذلك فإن أي تغير في الموقف الدبلوماسي لدول أمريكا الجنوبية لا ينبغي أن يعتبر وكأنه انقلاب على التوجه الدبلوماسي السابق أو مؤشرا على تغير جذري في موقفها من قضية الصحراء المغربية، معتبرا أن “التغير الذي تشهده مواقفها الدبلوماسية أحيانا يكون إما لعلاقات بين رؤساء حكومات هذه الدول أو وزراء مؤثرين في حكوماتها بأشخاص نافذين في جبهة “البوليساريو” أو دولة أخرى، لكن سرعان ما تشهد تغيرات وبالتالي فهذه الأخيرة لا يمكن أن يعتد بها”.
يذكر أن وسائل إعلام مقربة من جبهة “البوليساريو” ذكرت أن هذه الأخيرة افتتحت سفارة لها في جمهورية بنما، التي عمدت إلى تعليق اعترافها بـ”الجمهورية العربية الصحراوية”، ما أعقبته زيارة رسمية لصلاح الدين مزوار إلى الدولة سالفة الذكر.
شيماء باحسين كوقع كشك http://qushq.com/blog/36866.html
تعليقات
إرسال تعليق